الشيخ عثمان الصالح من مواليد المجمعة عام 1335ه، تلقى تعليمه في الكُتَّاب - شأنه في ذلك شأن أبناء جيله - وحفظ كتاب الله وهو ما زال طفلاً يافعاً مما ينم عن ذكاء وقوة حفيظته، ولم يقنع بما حققه من نجاح بحفظ كتاب الله وحفظ شيء من الأحاديث النبوية، بل بدأ حياته الدراسية في عنيزة التي انتقل إليها للدراسة بمدرستها لينهل من ينابيع العلم الحديث من تلك المدرسة، فكان لنبوغه وتميزه ان نال من العلوم الحديثة والأدب العربي ما ميزه على أقرانه، وكان لتتلمذه على يد شيوخ أجلاء ما نال به حظاً وافراً من العلم أهّله لأن يتولى مهمة التدريس.
لقد بدأ أول مشواره كمعلم في مدرسة أهلية بالمجمعة ثم في أول مدرسة حكومية فيها، وقد كان التحول كبيراً في حياته كمعلم بعد أن أصبح معلماً لأبناء سمو الأمير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - ثم انتقاله لتدريس أبناء الأمير سعود بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد - يرحمه الله - في مدرسة الأنجال التي تحولت فيما بعد إلى معهد العاصمة النموذجي، وواصل مشواره الموفق في أداء رسالته في أشرف مهنة ألا وهي مهنة الرجال الذين يصنعون الأمجاد والتاريخ لأمتهم .. لقد أعطى شيخنا الجليل عثمان الصالح بسخاء في مجال من أنبل المجالات، وفي أقدس وأشرف مهمة ألا وهي مهمة التربية والتعليم.. فيالها من رسالة سامية ومسؤولية عظيمة تلك التي حملها وأداها بصدق وإخلاص وهو يحمل قناديل النور يبدد بها ظلام الجهل، ويحمل مشاعل الفضيلة والتربية الحسنة والتقويم والبناء لأجيال من أبنائه الطلاب يعطيهم من علمه وحلمه وتجربته من العلوم والتربية ما يبني به عقولهم، يغرس في نفوسهم الفضائل والقيم والأصالة والتمسك بآداب الإسلام والعمل بتعاليمه.