تقفُ ليبيا أمام سيناريوهات "مفتوحة" بين المواجهة العسكرية والمسار السياسي أيهما يسبق الآخر
وسط نُذر تصعيد عسكري ومواجهات مباشرة تلف مصير الأزمة في ظل الحشد العسكري التركي ومساعي أنقرة لاستهداف الخط الأحمر الذي سبق وحدده الرئيس المصري ، عبد الفتاح السيسي ، الممثل في محور سرت - الجفرة يأتي ذلك في خطٍ متوازٍ مع مساعٍ للتهدئة واستعادة المسار السياسي ، باعتبار أن الحلول العسكرية ليست حلاً ناجعاً للأزمة وما فتئت أنقرة تحشد السلاح والمرتزقة والعناصر الإرهابية والطيران المسير؛ استعداداً أو تلويحاً لمعركة دقّ الجميع ناقوس الخطر بشأن تداعياتها ، متحدية بذلك إرادة الليبيين، والمجتمع الدولي وقراراته الواضحة فيما يخص الوضع في ليبيا الحشد التركي يواجهه رفع درجة الاستعدادات لحالة التأهب القصوى في مصر ، والتي أجرت المناورة العسكرية حسم 2020، من خلال القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة، على الحدود في الاتجاه الاستراتيجي الغربي، عكست حالة التأهب العسكري والجاهزية الكبرى للردع على الحدود مع ليبيا كما أعلن البرلمان المصري الموافقة على إرسال عناصر من القوات المسلحة للقيام بمهام قتالية على الناحية الاستراتيجة الغربية خارج البلاد
سبق ذلك تفويض البرلمان الليبي، برئاسة المستشار عقيلة صالح، للقوات المسلحة المصرية للتدخل عسكرياً في ليبيا، وتأكيدات رؤساء وقادة القبائل الليبية على الموقف ذاته ومع هذا التوتر ، فإن هناك جهوداً جارية من أجل أن تكون (سرت والجفرة) هي نقطة التوازن المرحلي في الملف الليبي ، وبالتالي انخرطت قوى إقليمية في مباحثات مختلفة ؛ من أجل تثبيت وقف إطلاق النار ، والتمهيد للعملية السياسية ومنع أي مناوشات عسكرية .
وبالتالي فإن سيناريوهين اثنين يفرضان نفسهما على الملف الليبي؛ الأول هو الصدام، في ظل رفض تركيا التنازل عن أطماعها في ليبيا، بما قد يدفعها إلى التهور .