رهانات خاسرة يواجهها المشروع التركي في المنطقة، في خط متوازٍ مع المقاومة القوية التي يواجهها من عديد من المحاور الدولية والإقليمية الرافضة لأي دور للأتراك، واستفزازاتهم شرق المتوسط، ولجهة ردود الفعل الداخلية على سياسات أردوغان التي أغرقت أنقرة بالأعباء الاقتصادية جراء تلك التدخلات الخارجية.
ذلك في ظل ما يشكله المشروع التركي من تهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة، مع سعي الأتراك من أجل استعادة إمبراطوريتهم العثمانية القديمة، وإحيائها في عهد رجب طيب أردوغان.
إقليمياً، تقود القاهرة زمام المواجهة، بالنظر إلى حجم التهديدات الآتية إليها من الحدود الغربية بشكل خاص، في ظل الدعم التركي لحكومة الوفاق الليبية. وتحظى القاهرة بدعم وتأييد من دول عربية مختلفة في مواجهة تلك التدخلات التركية.
ودولياً، تبزغ مواقف أوربية قويّة ضد دور تركيا في المنطقة، وتنقيبها غير الشرعي عن الغاز شرق المتوسط. ويبزغ هنا الموقف الفرنسي القويّ، وبشكل خاص الموقف الفرنسي المناهض للمشروع التركي، وضغوطات فرنسا من أجل تحريك الاتحاد الأوربي لاتخاذ قرار بشأن الدور التركي وما يسفر عنه من تهديدات.
إضافة إلى ألمانيا التي وصفت تدخلات تركيا بـ "الاستفزازية" على لسان وزير خارجيتها، ومواقف دولية أخرى تحاصر أطماع أنقرة.
وأمام ذلك المشهد، فقد اعتبرت تقارير أن سياسة تركيا واستفزازتها في البحر المتوسط تشكل مأزقاً استراتيجياً لحلف الناتو.
وعلى رغم الانتقادات الأوربية للتدخلات التركية ولاستفزازاتها في شرق المتوسط، إلا أن أنقرة لا تزال تراهن وتلوح بورقة "المهاجرين" التي تمارس من خلالها ضغوطات على أوروبا، وتلعب على وتر مخاوف دول القارة العجوز من عودة المقاتلين الأجانب، وهي رهانت خاسرة.
يؤكد ذلك مواقف أوساط أوربية مختلفة مطالبة بمعاقبة تركيا، في الوقت الذي دعا فيه وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأسبوع الماضي، إلى ضرورة نزع فتيل التوتر عبر الحوار بين تركيا وأوروبا.